خاطرة ٢ بقلم الدكتور محمد قدري دلال. صرنا كل مين بديرة
Updated: Mar 13, 2022
خاطرة:
من أساسيات فلسفة الفنون : أن يكون العمل الفني معبراً بصدق عن معاناة شخصية كحد أدنى ، أو جماعية في مستواها الأرقى، فهو لا يعد فناً إن لم تعانقه بكلتا يديها، أو أن يكون مستمداً طاقته الإبداعية من تلك المعاناة. والأصالة غاية المبدعين من الفنانين الجادين: المجددون مهم والتراثيون، إذ لا يكون العمل الفني أصيلاً ـ إن لم يُستمد ـ تراكمياً وسيرورة ـ من تراث الجماعة أو الوطن أو المنطقة، فلذلك يعمد الأذكياء من المبدعين إلى مغازلة تراثهم: استلهاماً طوراً و محاكاة طوراً آخر، وقد يكون كذلك استعارة أو امتداداً لعمل خالد سواءً "عالِماً أو شعبياً" (كلاسيك أو فولكلور)، وإلباسه وشاح عصرهم، كي يُضحي الوقع أعظم والتأثير أكبر.
وباستعراض الأعمال الخالدة تلاحظ ذلك التلاقح بين الطارف والتليد، والقديم والحديث؛ فكم من حكاية قديمة صيغت بقلم حداثيٍّ فأضحت أيقونة، وكم من لحن تراثي صِيغ بمخيلة إبداعية متطورة فأصبح قلادة معاصرة، تزين عنق الحاضر، تتماهى مع روح العصر، وترمق المستقبل بعين التحدي!